الجمعة، 9 أغسطس 2013

أحمد فهمي: ثم يحدثونك عن الاستقواء بالخارج..


==================


من الخطأ أن نفسر ما حدث في سيناء اليوم على أنه تصرف مفاجئ يندرج ضمن حسابات آنية مرتبطة بتطورات سياسية داخلية في مصر..
الذي حدث في سيناء أعتقد أنه يندرج ضمن سياق "توافقات الانقلاب" وهي توافقات تتعلق بكل طرف شارك في دعم الانقلاب داخليا وخارجيا..
ما يخص إسرائيل على ما يبدو يتعلق بـــ: الأنفاق- معبر رفح- حرية التعامل العسكري والأمني داخل سيناء، مقابل زيادة القوات العسكرية المصرية داخل المنطقة.. وربما تكون هناك توافقات أخرى، تتعلق بدعم إسرائيلي للانقلاب على الصعيد الدولي..
وجود السفيرة آن باترسون بخلفيتها المعروفة في باكستان، وقيام أمريكا بدور فعال في قصف التجمعات القبلية في شمال باكستان في تلك الآونة، بالإضافة لما تردد عن اختيار روبرت فورد سفيرا أميريكيا جديدا في القاهرة، كل ذلك يدعم فكرة "حروب الجيل الرابع" والدفع بسيناء لتكون منطقة رخوة في مصر تتدخل فيها أطراف خارجية تحت دعوى وجود تفاهمات مع النظام المركزي في مصر..
أؤكد من جديد على فكرة أن مصر لم تعد دولة مستقلة..
الانقلاب أعاد تموضع مصر في نظام إقليمي كانت قد انعتقت منه بعد الثورة، الآن تعود مصر إلى الحظيرة لكن بنفوذ أضعف، وهذا التوازن الإقليمي الجديد بات مرتبطا بتوافق دولي أكبر يتحلق حاليا حول دول الربيع العربي..
حوار السيسي مع واشنطن بوست، وتدخلات دول خليجية، والتجاوز الإسرائيلي غير المسبوق في سيناء، وتلك اللافتة التي يتم توزيعها في بعض مدن مصر وتحمل صورا لحكام عرب بالإضافة إلى السيسي وبوتين، تحمل دلالة واضحة على حجم الدور الخارجي في الانقلاب..
إنه شكر وعرفان عجيب، توجهه القوات المسلحة لأطراف خارجية على دعمها لإسقاط أول رئيس مصري منتخب، ومواجهة فريق مصري يعارض ما حدث ويحدث..
كان الأكثر منطقية -مثلا- أن تتضمن اللافتة صورا لــ"بانجو" والبرادعي وشيخ الأزهر، وتواضروس، وبرهامي..إلخ
لكن أن يتوجه الشكر إلى شخصيات أجنبية..!!! 
ثم يحدثونك عن الاستقواء بالخارج..



=======================


محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق