بعد انتهاء فاعليات حرب اكتوبر 1973 و توقيع اتفاقيه كامب ديفيد بدأت الجيوش المصريه في الاسترخاء مادام الرئيس السادات قال ان حرب اكتوبر او العاشر من رمضان ستكون آخر حرب بيننا وبين اسرائيل
ولكن اسرائيل لم تهدأ ولم تنم ولم تسترخ بالرغم من ان اتفاقية كامب ديفيد وفرت لها دخول آمن بدون تأشيره لرعاياها الي سيناء وطبعا بما ان كل رعايا اسرائيل جنود احتياط فيمكن ان نقول ان سيناء لازالت تحت احتلال مقنع وبالرغم من ان اتفاقيه كامب ديفيد وفرت لاسرائيل مجال آمن تبتعد فيه الجيوش المصريه عن حدودها الي ابعد مدي ممكن فلم تنم اسرائيل وتسترخي بل كانت كامب ديفيد هي بدايه تفريغ مصرمن الداخل وتحييد جيوشها الي الابد
كان امام اسرائيل مشكلتان يجب حلهما
المشكله الاولي جنود وقاده القوات المسلحة العاملين والاحتياط
المشكله الثانيه هي السلاح السوفيتي الذي كانت تتسلح به الجيوش المصريه
فكيف تصرفت اسرائيل في هاتين المشكلتين ، بدأت فيما يسمي الحرب الرابعه بتحييد القوي الموثره في المجتمع و عمل برمجه عصبيه لها ومنها الاعلام والقضاء والشرطه والجيش بحيث يتم عمل غسيل مخ للشعب بأكمله وتوجيه اهتماماته الي امور سطحيه وهامشيه في الحياه وصرف نظره عن امور هامه مثل السياسه والصناعة والزراعه
وبمرور الوقت من عام 1973 وحتي اليوم بدأ الناس تتغير سلوكياتهم واهتماماتهم ومع التعتيم الاعلامي اصبح الجهل الحادث في المجتمع سيد الموقف فأنت لا تعرف ما يحدث في اي مكان في مصر او العالم الا من خلال الاعلام الموجه حيث يصب في أذنك ما تريد الدوله ان توجهك اليه واصبح التعليم مفرخه للجهل والسطحية وساعد علي ذلك الفن الهابط الذي بات يستهزئ بالمعلم والعالم ورجل الدين الخ الخ
واثناء هذه الفتره كان هناك عمل دؤب في القوات المسلحة حيث تم احلال المعدات والاسلحة السوفيتيه بالاسلحة والمعدات الامريكيه من خلا المعونه العسكريه الامريكيه وبذلك تم السيطره علي الجيش افراد ومعدات واسلحة حيث تغيرت العقيده العسكريه للجندي والضابط المصري من عقيده الجهاد في سبيل الله للعدو الذي يحتل فلسطين الي عقيده الصداقه مع اسرائيل واصبح العدو هو الاخوان المسلمين والاسلام نفسه
وبما ان الاسلحة والمعدات التي تستخدمها الجيوش المصريه اصبحت تحت السيطره الامريكيه و طبعا بين قوسين اسرائيل فأنت لاتستيطع ان تستخدم هذه الاسلحة و المعدات بدون تدريب وقطع غيار وذخيره وبالاضافه الي ذلك فقد تم نزع قطع اليكترونيه هامه في هذه المعدات والاسلحة بحيث لايمكن اطلاقها علي اي هدف يتكون من سلاح صناعة امريكيه مثل اجهزه التنشين وتحديد المواقع وبذلك اصبح السلاح مجرد هيكل حديدي لاينفع ولا يفيد في شيئ
مادامت الاسلحة والمعدات التي في ايدي جنودنا معلومه لدي امريكا فهي معلومه لاسرئيل ايضا فكيف تجاهد عدوا يعلم ما تملكه من سلاح وامكانياته ؟ لايمكن طبعا وبهذا تم تحييد الجيوش المصريه والغاء فكره ان يقوم صراع في يوم من الايام بين مصر واسرائيل سواء لتحرير فلسطين او تحرير اي شيء بدء من فلسطين الي سيناء او اي منطقه اخري في مصر قد تقوم اسرائيل بإحتلالها في المستقبل
حتي ان الجنود والضباط اصبحوا موالين لامريكا اكثر من ولاءهم للمصريين ولمصر وهذا يتضح من موقف اسرائيل الاخير من ثوره 25 يناير 2011 حيث اننا سمعنا من اسرائيل انهم لايقلقون علي مصر لان مصر مخترقه ولم نفكر كثيرا في هذه الكلمه " مخترقه " والان نفهم ما معني هذه الكلمه وللاسف الشديد كان اختراق اسرائيل ليس فقط في الجيش بل الشرطه والاعلام والقضاء وهكذا تم تحييد اي قوه يمكن ان يستخدمها الرئيس مرسي في تنفييذ خطط التنميه التي كان يرجوا ان يقوم بها : انتاج الغذاء والدواء والسلاح فكيف بالله عليكم يسمحوا له بذلك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق