الوحدة 19 - قصة أبطال كسرو التعتيم الإعلامي وفضحو مجزرة فض رابعة :
كان البث المباشر من رابعة أكثر ما يقلق ويؤرق هؤلاء المجرمون .. إذ كيف سيصنع السيسي مذبحة تحت سمع وبصر العالم ..
لذلك في بداية الهجوم يوم الأربعاء الدامي كان أول ما فعلته مليشيات السيسي هو ضرب طبق البث الخاص بسيارة البث عن طريق طائرات الهليوكوبتر وكانوا يظنون أن البث قد توقف وان الناس لن تشاهد ما سيحدث وأن السفاح سيكمل مجزرته دون عوائق ،ولكن ارادة الله تأبي ذلك فلم يكن يعلم هؤلاء المجرمون أن هناك وحدة بث احتياطية جهزها فريق العمل لتلك اللحظة ..
وفوجئ السيسي ومليشياته بعودة البث مرة أخري بعد أول انقطاع في بداية الهجوم.. فجن جنونهم وبدأو بإطلاق الرصاص الحي علي المصورين واستطاع المصورون الأبطال الصمود لأكثر من ساعاتين من اطلاق الرصاص المباشر ، استشهد فيها إثنان من فريق العمل وهم يحاولون حماية الكاميرات..
ثم كانت المرحلة الثانية بإطلاق الرصاص علي الكاميرات نفسها وتم اصابة الكاميرا الموضوعة علي المأذنة لأنها كانت تكشف الميدان بالكامل ثم الكاميرا التي تنقل صورة المنصة لأنهم لا يريدون أن يري الناس الصمود الأسطوري لمن فوق المنصة وسط الصدادات التي تحميهم من الرصاص ووسط القنابل المسيلة التي تطلق علي المنصة مباشرة ..
وعندها اكتشف الأغبياء أن هناك كاميرات أخري لازالت تنقل الصورة فتذكرو حينها أن يقطعوا الكهرباء بأي شكل عن السيارة فبدأو بقطع التيار الكهربائي عن رابعة العدوية ،ثم بتعطيل بعض المولدات القريبة من المستشفي الميداني ..
وانقطع البث للمرة الثانية وظن المجرمون أنه لن تقوم قائمة لهؤلاء الأبطال مرة أخري ولكن الله ثبت فريق العمل بثبات أسطوري فكونو مجموعة من الفرق كل فريق كانت معه مهمة محددة الفريق الأول لتشغيل مولد آخر لتغذية السيارة بالكهرباء والفريق الثاني لتغيير الكاميرات التي تم تعطيلها بكاميرات أخري والفريق الثالث لتوصيل كاميرا داخل المستشفي الميداني لنقل صور المصابين والشهداء ..
كانت مهمة الفريق الأول والثاني في غاية الصعوبة فهم يعملون تحت اطلاق نار كثيف وقناصة واستهداف مباشر ..
ولكن بتوفيق الله وفضله وفي أقل من ربع ساعة كانت السيارة تعمل مرة أخري وعادت اشارة البث ليري العالم مجازر السيسي ويري صور الشهداء والمصابين ويسمع بكاء الأمهات وأنات المصابين ..
فوجئ المجرم السفاح بعودة البث مرة أخري وكانت هذه صفعة شديدة علي وجهه.. جن جنونه ولم يدري ماذا يفعل فصدرت الأوامر لمليشياته باطلاق النار علي السيارة ومحيطها ..
فبدأت الطائرات باطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز علي محيط السيارة وكان الدخول أوالخروج من السيارة بمثابة مهمة انتحارية ..
وظل فريق العمل بكامل طاقته يعمل لآخر لحظة لم يتركو السيارة أو يخرجو منها حتي اقتحمت قوات الجيش والأمن مسجد رابعة وبدأو باطلاق النار علي من في ساحة المسجد وحاصروا السيارة..
وكانت هذه اللحظة من لحظات التضحية والبطولة التي لا تنسي لأفراد الأمن الذين كانو يتطوعون لحماية السيارة بصدورهم العارية..كانو يعرفون ان مهمتهم هي حماية السيارة وفريق العمل..
لذلك وقف هؤولاء الأبطال كحائط صد بين مليشيات السيسي وبين فريق العمل وطلبو من فريق العمل الخروج والاندماج وسط المعتصمين ولم يتحركو من أماكنهم قيد أنملة وحتي لم يأخذو ساتر ليحتمو من الرصاص ..
فتح المجرمون بنادقهم الالية واطلقو الرصاص عليهم بشكل عشوائي وسقط كل منهم في مكانه دون أن يتحرك أو يهرب ..كانت مجزرة بكل ما تحتويه الكلمة من معني
اننا نكتب هذه الأحداث لكي يتذكرها التاريخ ولكي يعلم الناس أن هناك أبطالا ضحو بحياتهم من اجل أن يري العالم الحقيقة .. ومن أجل أن تشاهد الملايين مجازر السفاح المجرم .. ومن أجل أن يكسروا التعتيم الإعلامي لهؤلاء الانقلابيين الارهابيين..
فليرحم الله شهدائنا .. وليتقبل منا هذا العمل .. حفظ الله مصر وشعبها مما يفعله بعض أبنائها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق