امبارح صحيت بدري واغتسلت و كتبت على هدومي بياناتي و ودعت عيالي لان اي حد بينزل مسيرات دلوقت
بيبقى نسبة رجوعه ضئيلة و خصوصا بعد ما حضرت حرب رابعة ، اه والله كانت فعلا حرب
.
المهم قررت اروح رمسيس و لما وصلت عرفت ان فيه مسيرات كتير هاتوصل لنا تباعا بعد الصلاة.
صلينا الجمعة والعدد كان جبار ووكالات انباء كتير بتصور، خطبة الجمعة كانت للدكتور صلاح سلطان و كل كلامه كان
عن سلميتنا و تأييد ربنا اللي بيجي لعباده و قصة سيدنا موسى و قومه و فرعون و جنوده.
عدت ما صلينا الجمعة صلينا العصر جمع والغائب على اروح الشهداء اللي اتقتلوا غدر واتحرقت جثثهم
.
بعد كده بدأنا نهتف و جت مسيرات من المساجد الموجودة في نطاق رمسيس وهتفنا لغاية ما فرهدت.
رحت اجيب مية و عديت جنب قسم الازبكية وكان بمثابة قلعة متحصنة باسلحة مدججة، وبدأ شوية بلطجية
يتجمعوا و يستفزوا الحراسة
.
احنا تظاهرنا في شارع رمسيس
و معركة القسم مالناش دعوة بيها، الناس بتسيب البلطجية وترجع تاني شارع رمسيس اللي بينه و بين
القسم عمارتين عاليين.
بعد شوية مش كتير سمعت اول الطلقات و سقط اول واحد، و بدأت عمليية شحن من اشخاص كتير شكلهم غلط، و
طبعا طالما دم ظهر و شحن المعركة بدأت.
نفس اللي كان بيحصل في محمد محمود بالظبط ناس تشتبك و ناس تسخن الاشتباك.
جت طيارة جيش عمودية كبيرة و فتحت بابها وبدأت تقف في الهوا و تطلق نار حي ناحية القسم واحيانا قليلة غاز
علينا.
الطيارة دي كل شوية تغير مكانها، ولان الناس في شارع رمسيس اغلبيتهم مش مقتنعين بالاشتباك والشيخ محذر
ا في صلاة الجمعة من مهاجمة المنشآت كنا قاعدين في مكان بتاعنا و يتساقط الاشخاص و يتم نقلهم للمسجد و
البعض الى مسجد التوحيد لدرجة كانت ناس تعدي تشتم اللي مش بيروح الاشتباك و تقول انتم مش رجالة و جو
التسخين ده.
الوقت طال والضرب زاد و كل مانكلم حد في مسيرة نلاقيه طلع عليه بلطجية او جيش و موت ناس منهم.
حتى المغرب كان الجو سيء و كل ربع ساعة حد يقول الله اكبر القسم اتحرق قوموا و الضرب يقف و الناس
تروح تبص يقوم الضرب يكمل.
مع صلاة المغرب واعلان المسجد ان الاسبوع كله استنفار ومسيرات طلعت اشاعة ان الناس تمشي و ده مع وصول
المسيرة الوحيدة والمهيبة من م نصر
.
ناس كتير بتعمل خناق و ناس بتقول اقعدوا وناس بتقول امشوا وناس بتقول اشتبكوا و بدأ اشخاص في قطع
خفنا على المصابين والجثث اللي في مسجد التوحيد و مسجد الفتح حصل هجوم كاسح من البلطجية بحماية
الجيش و سيطروا عليه و سط عجز المتظاهرين اللي ايديهم فاضية امام السلاح الكتير.
عملنا تجمع بشري حول مسجد التوحيد و بدأ الناس تخليه من جثث ومصابين بسيارات متطوعة لتوصيل المصابين
بيوتهم والجثث تلاجات مستشفيات بعد توثيق كل شيء.
زوجتي قلقت لما عرفت من الاخبار ان البلطجية هجموا على مسجد التوحيد و مسجد الفتح.
استغربت ونفيت ان يكون فيه هجوم على التوحيد وانا واقف اساسا امامه.
الناس قررت تنقسم ناس زي ما هي وناس مشيت ورا سيارة نصف نقل محملة سماعات و بنت ماشاء الله قعدت
تشجع الناس بالقرآن والذكر في المكبرات علشان يخلصوا الناس في المسجد قبل ما يتدبحوا.
هنا بدأت القذارة بكل معانيها
هجوم كاسح من بلطجية من اتجاه رمسيس في الشارع واعغى كوبري اكتوبر ومن السكة الحديد وسط الظلام
دامس وبدأ الضرب على كغ من في الشارع بعبط و دون اي رحمة بموتوسيكلات كتير و ضرب رصاص مباشر و رمي
مولوتوف و خرطوش
كل الناس في شارع رمسيس جريت وتدافعت.
كان عندنا تحذيرات من دخول المناطق السكنية لان اغلبها معادي للتظاهرات بشدة
.
لكن للاسف ماكانش فيه بديل بعد سقوط العديد من الناس
.
طبعا بدخولنا جوة الاهالي قاموا بعمل الواجب معانا تمام.
اللجان الشعبية جاهزة بأسلحتها ، كل انواع السلاح وبدأ الجري والشتبمة و ضرب النار و رمي المية الوسخة
من البلكونات.
وقفنا قلنا ممكن يكونوا فاكرنا بلطجية وخايفين و قلنا يا جماعة احنا ماعناش حاجة وفتشونا احنا بس عاوزين نمر
في سلام.
طبعا لما ناس عرفت من اننا كنا في رمسيس و بينا ناس بدقن كتير بدأوا ينتقموا وعزلوا اشخاص بدقن و رقدوهم
على الارض و ضربوهم و سرقوا حاجتهم و ده على بعد شارع من قسم اعتقد انه قسم الظاهر.
حتى هذه اللحظة بعد ما كنا 8 بقينا 4 اتنين اتاخدوا اتضربوا واتقلبوا وانا وصديق بدقن طلع لنا شاب (الله يحميه)
اخدنا وقال اغناس دي تبعي محدش يلمسهم و خدنا بعيد عن اللمة و قعدنا نفكر نخرج ازاي و كل المناطق
بلطجية
الشاب ربنا يبارك له عمل تليفونات و قررنا نروح نبات في اي مسجد و هو الامر اللي رفضناه من شخص قبل كده،
لكن توسمنا خير في الشخص ده و كمان خلاص بقى انت ميت ميت.
رحنا المسجد لاقينا ناس طيبة و عدد من اغناس اللي زينا كتير.
شافوا بطايقنا و عشونا و قعدنا شوية، لقينا الاخين اللي كانوا اتاخدوا جم الحمد لله سلام و مسروقين بس متاخد
موبايلاتهم وشنطهم وفغوسهم، طلع لهم شاب بخرطوش بعد ما الناس كانت مصممة تعورهم او تعمغ فيهم حاجة،
الشاب ده دافع عنهم و ضرب خرطوش في الهوا و خلصهم م الاهالي و جابهم للمسجد.
واحنا جوة طبعا مستنيين اي لحظة حد يجي يقتحم المسجد خصوصا ان سمعنا ان ناس جمعت بعض المتظاهرين
غي مسجد وبلغوا عنهم.
كل اللي نجى بالليل من البلطجية و الاهالي اتبهدل من بلطجية مناطق تاني مستنيين اي حد بدقن او من الجيش
اللي بقى يطبق حذر الهجول جديا مش زي زمان.
السؤال الآن هو
شايف اللى جاى ازاى.
ألاجابه : هي
أكيد اللي جائ هايبقى أسوأ فأسوأ
واضح أن فيه هدف لاستخدام العنف وده اللي يتم تتجنبه التيارات الرافضة للانقلاب وده مجنن إلانقلابيون
مش لازم نسلم و نستسهل الاستسلام ومش لازم نديهم فرصة لجرنا لمعركتهم لأن معركتنا سلمية
ناس كتير بدأت تكفر بالسلمية و سواء الموضوع طول اكتر أو فشلت حركة الشارع فالعواقب هاتبقى زي سوريا
(لكن اعتقد أن طبيعة الجندي المصري مختلفة وده مطمني)
بنتي لما رجعت أديتني حضن غريب و شديد و كأنها بتشكرني
فيه ناس بقت تكره أي حاجة بدقن بسبب الإعلام وتشوييه لدرجة أنهم ينتقموا منه و يستهزؤا بالمنقبات
او دي بداية مرحلة عنصرية برضه كارثية.
أغلب الناس اللي بتقول حرام وكفاية و روحوا و أهدوا وليه و كده ناس قاعدة أودام التليفزيون تتفرج على عدسته
الضيقة على الأحداث تحلل و تنظر و تحكم و بس منهم لما ينزل الشارع من أول مسيرة بيتعاطف لو نازل فعلا يدور
على حق و منهم عينيه وحشة بينزل يدور على سلبيات مقتنع بيها جواه و بيدور لها على قرائن تريح ضميره
(الميت)
انا لله وانا اليه راجعون
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق