د. علاء الأسواني يكتب أخطر مقالة : كيف تقضي على الثورة فى 6 خطوات ؟
د. علاء الأسواني يكتب أخطر مقالة :
كيف تقضي على الثورة فى 6 خطوات ؟
أيها الجنرال .اذا فاجئتك الثورة لا تفزع . اياك أن تخاف من مشهد ملايين المتظاهرين الغاضبين
..اهدأ..التقط أنفاسك وتمالك نفسك.
اعلم أن الثورة حالة استثنائية . لحظة انسانية نادرة يتصرف فيها الناس بشجاعة ويندفعون الى الموت دفاعا عن حريتهم وكرامتهم .
الثورة استثناء و القاعدة أن الناس يتقبلون الظلم خوفا من القمع أو طمعا في مصالح صغيرة
الدليل على ذلك أن عدد الثورات قليل للغاية في التاريخ الانساني .
.لقد وضعتك الظروف على قمة السلطة في أعقاب الثورة
فلا تخف من هدير الجماهير الغاضبة في الطرقات ... انهم أشبه بحيوانات قوية هائجة بلا عقل .
أنت المروض الماهر الذى سيتمكن بضربات محسوبة بارعة من السيطرة عليهم و ادخالهم الى أقفاصهم مرة أخرى .. ..
عليك باتباع الخطوات الآتية :
رابعا :اضرب وحدة الثوريين وفرق بينهم
اعلم أن الثوريين أعداؤك الحقيقيون .انهم لايثقون بك وسوف يدركون أبعاد مؤامرتك منذ اللحظة الأولى .
يجب أن تشق صفوفهم .
استعن بتقارير الأمن لتفهم اتجاهاتهم الفكرية والسياسية .
ستكتشف أنهم مختلفون لكنهم اتحدوا في الثورة من أجل تغيير النظام
.. اصطنع قضية ثم قم باجراء انتخابات أو استفتاء من أجل أن ينقسم الثوريون الى فريقين
بعد ذلك يجب أن تتحالف سرا مع فريق من الثوريين ضد الفريق الآخر ..
من الأفضل دائما أن تتحالف مع الفاشية الدينية ضد القوى الديمقراطية
.. الفاشيون حلفاء ممتازون لأنهم لايؤمنون بالديمقراطية وانما يستعملونها فقط للوصول الى السلطة . انهم يشعرون بأنهم يمتلكون وحدهم الحقيقة الكاملة وبالتالي يحتقرون المختلفين عنهم ولايعترفون بحقوقهم ،
الفاشيون يشبهون جيشا منظما سيضع نفسه بالكامل تحت تصرفك
سوف يسحقون كل من يخالفك و سوف يؤيدون كل ما تفعله أو تقوله مادمت قد وعدتهم بالسلطة . هؤلاء الفاشيون الذين يتحدثون باسم الدين ويحرصون على أداء الصلوات في أوقاتها سوف يدهشونك بقدرتهم على الكذب والنفاق ،
سوف ينقضون العهد ويخونون الثورة بنفس البساطة التى تشعل بها أنت سيجارة
. اطلب من الفاشيين أن ينظموا مظاهرات ضخمة من أجل استعراض قوتهم
وعندما يشاهد المواطنون تشكيلاتهم العسكرية و وجوههم المتجهمة ويستمعون الى هتافاتهم العدوانية ..
سيصاب الشعب بالفزع وسوف يتساءل كثيرون ان كانت الثورة التى أزاحت الديكتاتور تعتبر عملا صائبا .؟
في تلك اللحظة لابد أن تظهر مظاهرات مختلفة
.. مجموعات أعدتها أجهزة الأمن يقوم أثرياء النظام القديم بتمويلها وتركز عليها أجهزة الاعلام..
هؤلاء المتظاهرون الجدد يشيدون بالديكتاتور المخلوع ويعتبرونه بطلا عظيما و يبكون أمام الكاميرات
و هم يتذكرون ماحاق به من اهانات .
هكذا تتحول الثورة الى وجهة نظر تخالفها وجهة نظر أخرى .
اذا نجحت في تنفيذ هذه الخطوات , سيصبح الثوريون محاصرين من كل اتجاه :
الفاشيون يتوعدونهم ويعتدون عليهم
والناس العاديون يعتبرون أن المظاهرات التى يقومون بها هي السبب في الأزمة الاقتصادية وانعدام الأمن .
عندئذ سيقل عدد الثوريين وسيعودون كما كانوا قبل الثورة :.. قلة متحمسة لايتعاطف الناس معها كثيرا .
ينشر صباح الثلاثاء 2/8/2011
بجريدة "المصري اليوم"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق