قال د. محمد الخرعان وفقه الله وسدده:
فيما حصل في مصر..
لا تحسبوه شرًا لكم..
كأني أرى الله ﷻ يطوي مراحل تغيير الأمة ونصرها سريعًا..
لو بقي مرسي في الحكم فترته كلها ومعها مثلها فلن يستطيع أن يغير شيئًا ذا بال، في ظل تآمر دولي، وتعويق داخلي، وفجور إعلامي، وخذلان وتشويش وتنازع من الإسلاميين..
لن يستطيع زعزعة الدولة العميقة المتغلغلة في كل مفاصل الحياة المصرية وتفاصيلها..
ولن يستطيع خلخلة بناء الداخلية المبني على الفجور والفساد والفتك..
ولن يستطيع زحزحة الجيش عن الحياة السياسية ونزع إمبراطوريته الاقتصادية وكسر ولاءاته الخارجية وتغيير عقيدته القتالية..
فليس من السهل مواجهة كل ذلك الفساد المتراكم من عشرات السنين..
لكن الله أراد شيئًا آخر..
وقدرًا آخر..
قدر الله هذا الانقلاب..
وبهذه الصورة المرتبكة المضطربة..
وجعله في هذا الوقت على دخول شهر رمضان المبارك..
قضى المعتصمون فيه لياله وأيامه في خير منازل الأعمال الصالحة، بين صلاة وقيام ورباط دعاء وقراءة قرآن..
وعرف الناس حينها -كل الناس- ما هم عليه من سلمية ورقي في التنظيم والخطاب..
وأصبحت شاشة رابعة العدوية بديلاً لبرامج السمر في رمضان لدى كثيرين..
وسمع بهم كل أحد..
ثم أجرى الله ما أجراه من ابتلاء يوم أمس الأربعاء..
أكرم الله فيه من أكرم بالشهادة..
وثبت من شاء حتى بدت عزائمهم كالجبال رجالاً ونساءً..
وفضح الله المنافقين وأظهر عوارهم، وعرّى سوءاتهم، وأخرج أضغانهم..
وخلع كل رداء كانت تتستر به القوى العالمية ونظمها ونظرياتها الديمقراطية، ودعواها التحررية، وقوانينها الحقوقية..
وزلزل أركان الدولة العميقة وكسر الحواجز التي كانت تقف وراءها لتظهر على حقيقتها القبيحة المتوحشة..
فهيأ كل ذلك النفوس لتحسم مواقفها بجلاء لا تشوبه شائبة تردد أو نكوص..
وما أُرى ذلك -والله أعلم- إلا مؤذنًا بانقلاب حقيقي هادر على كل مظاهر النفاق والفساد والعلمنة..
ومهيئًا لمرحلة من مراحل التحول العظيم للإسلام وشريعته، مقتلعًا في طريقه أركان الباطل، مزلزلاً بنيانه..
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق