الاثنين، 12 أغسطس 2013

نكسه 67 كلاكيت مره تانيه

كان سني 17 عام عندما استيقظنا انا وباقي شعب مصر صباح ذات يوم علي المذياع يذيع اخبارا ساره عن هجوم جيشنا العظيم الهمام وزحفه علي رمال سيناء باتجاهه الي الدوله التي تحتل فلسطين لكي تحررها من هذا الكبوس الجاسم علي صدور كل العرب الاحرار 
وكأن آذان الناس قد التصقت بالمذياع حيث لم يكن لدينا تلفاز في هذه الايام وكان احمد سعيد المذيع حينئذ يشنف آذننا بأخبار رائعه مثل قواتنا تسقط اربعين طياره فانتوم اسرائيلي وان قواتنا اقتربت من تل ابيب وان المعركه فاضل لها كام ساعه وتخلص ونخلص من مشكله ارقتنا طويلا وهي احتلال فلول الصهاينه القادمين من بلاد شتي لارض فلسطين الحبيبه و تحويل شعبها الي شعب هائم لايملك وطنا يلجأ اليه حتي اليوم 

وفجأه اكتشفنا ان هناك خطأ اما في المذياع او في المذيع او في قائد المسيره جمال عبد الناصر حيث وجدنا اسرائيل قد اقتربت من القاهره نفسها و ان محافظات القناه تم تهجيرسكانها الي داخل مصر بعيدا عن مسرح العمليات علي ضفاف قناه السويس حيث استقرت القوات الاسرائيليه علي الضفه الشرقيه للقناه و صوبت مدافعها وصواريخها الي هذه المدن لتذيقها يوميا صباح ومساء زخات من صواريخها وطلقاتها 

ولمن لا يعرف جمال عبد الناصر فأحب ان اعرفه به حيث انه وفي يوم 23 يوليو 1952 قاد انقلاب مثل انقلاب السيسي علي ملك مصر والسودان وخلع الملك بكل بساطه يمكن لنا ان نسأل اليوم عن سرها المجهول ، ثم استولي ناصر علي الحكم وتم تعيين محمد نجيب الاعلي رتبه من ناصر كأول رئيس لجمهورية مصر العربيه ، وعندما اقترح نجيب علي ناصر ان ترجع قوات الجيش الي سكناتها وان يسلم الجيش امور البلاد الي مجلس نيابي منتخب قام ناصر بعزله وتحديد اقامته في منزله لسنين طويله كما فعل السيسي برئيسنا المحبوب محمد مرسي هذه الايام 
جمال عبد الناصر

وعندما كبرت في العمر اكتشفت شيئا عجيبا وهو ان مصر لم تكن من الدول العظمي ومع ذلك كان ناصر يتحدث في خطبه بطريقه توحي بانه زعيم عالمي وليس انقلابي صغير استولي علي دوله بحجم مصر وفرض عليها ديكتاتوريته بالتعذيب والارهاب وتكميم الافواه ، وكان من نتيجة هذه الديكتاتوريه انه لم يكن يستشير احد من الشعب او من حكماء الشعب فيما يفعل فمثلا هو اراد ان يبني السد فقد كان واصبح لدينا سدا ، وهو اراد ان يساعد بياتريس لومومبا في الكونجو في حربه التحريريه ضد بلجيكا المحتله للكونغوا حينئذ فأرسل جيشنا الي هناك مع اسلحته التي تقارن باسلحه القرون الوسطي لكي تشترك مع لومومبا في تحرير الكونغو في حرب مع دوله عظمي تسمي بلجيكا ، ثم اراد ناصر بعد ان تم طحن الجيش في هذه الحرب الضروس الغير متكافئه اراد ان يزيد في طحن الجيش وجنوده فارسلهم الي اليمين كي يتعلم اليمنيون الرمايه علي جنودنا وبعد ان تأكد ناصر ان الجيش اصبح مهلهل متعبا ومريضا فقد قرر ان يرسله الي سيناء لكي تكمل اسرائيل ما فعله البلجيك و اليمنين في الجيش حيث كان الجيش الاسرئيلي يتعلم في جنودنا وضباطنا الرمايه علي رمال سيناء الحبيبه ، وبعد ان تم تدمير الجيش اعلن السيد ناصر تنحيه في تمثيليه سخيفه وكان عايز ينزل من الحكم كما قال في خطابه ويتحمل مسئوليه ماحدث ويريد ان ينضم الي الشعب في كفاحه ولكن الله يمهل ولا يهمل ووافته المنيه بعد ذلك وترك لنا تركه تحرير سيناء من المحتل 

كانت قيادات الجيش حينئذ مشغولون بأمور اخري غير بناء قوات مسلحه تستطيع ان تدافع عن مصرنا الغاليه ولذلك جاءت النكسبه وما اشبه اليوم بالبارحه حيث تهتم قيادات الجيش بالفن وتترك اسرائيل تعربد في سيناء ولكن النكسه اليوم لم تجيء بقتال من جانبنا لتحرير سيناء

فبعد اتفاقيه كامب ديفيد اصبح لليهود حق دخول اسرائيل بغير تصريح من السلطات المصريه كما تم تجاهل اهل سيناء تماما من اي مشاريع تنمويه وكأن سكان سيناء ليسوا من المصريين وليس لهم حقوق علي الدوله وكان الهدف هو اخلاء سيناء من اي تجمع سكني قد يمثل عائق او عبء علي اسرائيل في الاستفاده من سيناء بغير قتال او يحزنون 

واليوم اصبح لاسرائيل ليس فقط حق دخول سيناء بغير اذن من حكام مصر بل لها حق دخول طائراتها وقواتها داخل سيناء لكي تهاجم اي تجمع او اي شخص قد تشك فيه لكي تقتله بغيراي تحقيق لجريمه قد يكون ارتكبها 

وها قد عادت نكسه 67 بغير علم من الشعب المصري الذي استيقذ علي صرخات وضربات في سيناء لجنودنا وضباطنا وتخبط من قيادات مصر التي يتملكها الحرج ان تقول لنا ان التاريخ يعيد نفسه وها قد عادت النكسه مره اخري  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق