"المجلس الاسلامي الدنماركي" يدين مجزرة القصر الجمهوري والانقلاب في مصر ويدعو إلى عودة الشرعية
كوبنهاغن، 8 يوليو 2013"تونس برس" يعلن "المجلس الإسلامي في اللدنمارك" إدانته الشديدة للمجزرة التي حدثت فجر اليوم الاثنين 8 تموز (يوليو) الجاري بالقرب من القصر الجمهوري في القاهرة، بحق المعتصمين المطالبين بالعودة عن الانقلاب. ويعرب المجلس عن قلقه الشديد إزاء تطورات الوضع الأمني والسياسي في منصر، بعد الانقلاب على الديمقراطية وإلغاء الدستور والإطاحة برئيس البلاد المنتخب والمؤسسات الشرعية، ويدعو العقلاء من أبناء الجيش المصري إلى تحكيم العقل ومراعاة المصلحة العليا لمصر والتراجع عن الانقلاب حقنا للدماء ووفاء للشهداء الذين سقطوا من أجل إعلاء كلمة الحق وإرادة الشعب عبر الصندوق.
لقد مثلت ثورة الشعب المصري في 25 يناير 2011 بارقة أمل وعلامة فارقة في التاريخ الحديث لمصر والعالم العربي، أنعشت آمال التحوّل الديمقراطي والمشاركة الشعبية الشفافة وإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وقد خطا الشعب المصري خطوات هامة في مسيرة التحوّل الديمقراطي بعد ذلك، كان واضحاً أنّها واجهت صعوبات ومحاولات إعاقة عديدة داخل البلاد وخارجها، لكنّ الأنظار بقيت تتطلّع إلى استكمال المؤسسات المنتخبة عبر التوجّه المرتقب قريباً لصناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد. لكنّ إقدام الجيش على الإطاحة بالرئيس المنتخب قبل عام واحد، وتعطيل الدستور الذي صوّت عليه الشعب قبل ستة شهور فقط، وحلّ المجالس المنتخبة، ووقف التوجّه إلى الانتخابات البرلمانية، جاء تطوّراً بالغ الخطورة، رغم تذرّعه بالأزمات الاجتماعية والاقتصادية وتعدّد الآراء والمواقف السياسية في الشارع المصري.
ويدين المجلس بأشد العبارة هذا الانقضاض على المكتسبات الديمقراطية للشعب المصري، وما رافقه من سياسات تكميم الأفواه وتهديد الصحافيين وإغلاق العديد من محطات التلفزيون وشنّ حملات اعتقال جماعية للمتمسِّكين بالشرعية الدستورية، وتهديد المعتصمين السلميين في الميادين. إنّ هذه التطوّرات الخطيرة إنّما تشكِّل عودة بالتاريخ إلى عهود الاستبداد والتسلّط، وتفتح الباب أمام الفوضى التي لا يمكن ضبطها.
ويعبِّر "المجلس"، عن خشيته البالغة على سلامة المتظاهرين والمعتصمين السلميين ضد الانقلاب على الدستور والمؤسسات المنتخبة ديمقراطياً، ويحذِّر من أنّ الإطاحة بالديمقراطية في بلد كبير ومهم في المنطقة مثل مصر، يمثل بلا شكّ نموذجاً سيِّئاً يهدِّد المساعي الديمقراطية وخطوات الإصلاح في غيرها من الدول، وهو ما يُلقي بظلال كئيبة على المنطقة برمّتها بعد مرحلة الاستبشار بالحرية والديمقراطية وكرامة المواطنين وإنجاز التنمية الشاملة.
ــ كوبنهاغن، 8 يوليو 2013
"المجلس الاسلامي الدنماركي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق